الأحد، 20 نوفمبر 2011

ذكاء الإمام الشافعي


ذكاء الإمام الشافعي
  
 
 
كان هناك مجموعة من العلماء يحقدون على الإمام الشافعي ، ويدبرون له المكائد عند الخليفة "هارون الرشيد" واجتمعوا ذات مرة عند الخليفة والذي كان معجبًا بذكاء الشافعي وعلمه وبدؤا بإلقاء الأسئلة على الشافعي ..
 
فسأل الأول :
ما قولك في رجل ذبح شاة في منزله ، ثم خرج في حاجة وعاد وقال لأهله : كلوا أنتم الشاة فقد حرمت عليَّ ، فقال أهله : علينا كذلك ..
فأجاب الشافعي :
إن هذا الرجل كان مشركاً فذبح الشاة على اسم الأنصاب وخرج من منزله لبعض المهمات فهداه الله إلى الإسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة ، وعندما علم أهله أسلموا هم أيضاً فحرمت عليهم الشاة كذلك 
 
وسُئِل :
شرب مسلمان عاقلان الخمر ، فلماذا يُقام الحد على أحدهما ولا يُقام على الآخر
فأجاب :
إن أحدَهما كان صبياً والآخرُ بالغاً ..
 
وسُئِل :
زنا خمسة أفراد بامرأة ، فوجب على أولِهم القتل ، وثانيهم الرجم ، وثالثِهم الحد ، ورابعِهم نصفُ الحدِّ ، وآخرهم لا شيء ..
فأجاب :
استحل الأولُ الزنا فصار مرتدًا فوجب عليه القتل ، والثاني كان محصناً ، والثالثُ غيرَ محصنٍ ، والرابعُ كان عبداً ، والخامسُ مجنوناً ..
 
وسُئِل :
رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته ، ولما سلم عن يساره بطلت صلاته ، ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع ألف درهم ..
فقال الشافعي :
لما سلم عن يمينه رأى زوج امرأته التي تزوجها في غيابه ، فلما رآه قد حضر طلقت منه زوجته ، ولما سلم عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته ، فلما نظر إلى السماء رأى الهلال وقد ظهر في السماء وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر .. 
 
وسُئِل :
ما تقول في إمام كان يصلي مع أربعة نفر في مسجد فدخل عليهم رجل ، ولما سلم الإمام وجب على الإمام القتل ، وعلى المصلين الأربعة الجلد ، ووجب هدم المسجد على أساسه ..
فأجاب الشافعي :
إن الرجل القادم كانت له زوجة وسافر وتركها في بيت أخيه فقتل الإمام هذا الأخ ، وادعى أن المرأة زوجة المقتول فتزوج منها ، وشهد على ذلك الأربعة المصلون ، وأن المسجد كان بيتًا للمقتول ، فجعله الإمام مسجدًا ..
وسُئِل :
ما تقول في رجل أخذ قدح ماء ليشرب ، فشرب حلالاً وحرم عليه بقية ما في القدح
فأجاب :
إن الرجل شرب نصف القدح فرعف - أي نزف - في الماء المتبقى ، فاختلط الماء بالدم فحرم عليه ما في القدح ..
وسُئِل :
كان رجلان فوق سطح منزل ، فسقط أحدُهما فمات فحرمت على الآخر زوجته
فأجاب :
إن الرجل الذي سقط فمات كان مزوجاً ابنته من عبده الذي كان معه فوق السطح ، فلما مات أصبحت البنت تملك ذلك العبدَ الذي هو زوجها فحرمت عليه .
 
أعجب الرشيد بالشافعي وقال له : لقد بينت فأحسنت ، وعبرت فأفصحت ، وفسرت فأبلغت ..
فقال الشافعي :
أطال الله عمر أمير المؤمنين ، إني سائل هؤلاء العلماء مسألة ، فإن أجابوا عليها فالحمد لله ، وإلا فأرجو أمير المؤمنين أن يكف عني شرهم ؟!..
فقال الرشيد : لك ذلك ، وسلهم ما تريد يا شافعي ..
فقال الشافعي :
مات رجلٌ وترك 600 درهم ، فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهمًا واحدًا ، فكيف كان الظرف في توزيع التركة ..
 
فنظر العلماء بعضُهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الإجابة على السؤال ، فلما طال بهم السكوت ؟!..
قال الشافعي :
مات هذا الرجل عن ابنتين وأم وزوجة واثني عشر أخاً وأختٍ واحدةٍ ، فأخذت البنتان الثلثين وهما 400 درهم ، وأخذت الأم السدسَ وهو 100 درهم ، وأخذت الزوجة الثمنَ وهو75 درهم ، وأخذ الإثنا عشر أخاً 24 درهمًا فبقي درهم واحد للأخت
 فتبسم الرشيدُ وقال : أكثر الله في أهلي منك . وأمر له بألفي درهم ..
فتسلمها الشافعي ووزعها على خدم القصر ..
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More